قصة قصيرة من تأليفي ^.^

السلااام عليكم *^* هذه قصة او بالاحرى خاطرة من تأليفي >< اتمنى تعجبكم ..@@

مرت من أمامي كملكة بحيائها وجمالها جارةً ورائها عبائتها السواداء المخصرة .. كان وجهها شاحباً كما عهدتها .. كانت تجبر خمسة عشر عضلة لتتحرك وترسم ابتسامة مزيفة لتوهمني انها بخير .. لم أنطق بكلمة وتغاضت عن النظر إلى هي الأخرى .. مشت من أمامي متكأة على كتف خادمتها .. التعب والحزن أراهما في كل تفاصيل وجهها .. لا يمكنها أن تخدعني بتلك السهولة...
منذ أن التقيت بها وأنا أرى اللاشيء متخذاً تعابير لوجهها .. قليلة الكلام كثيرة السرحان .. لم أعرف سبب ذلك .. لم أستطع الاقتراب كثيراً منها لاختلاف طباعنا .. كانت انطوائية تستمع لأحاديثنا فقط .. كانت تجلس بجانبي دائماً , لكنها نادراً ما تتكلم , وأنا الأخرى لا أتجرأ على إزعاجها بسماجتي التي لا مفر لي منها .. كانت في بعض الأحيان تبدأ بالكلام وتسألني عما إذا تابعت "كذا وكذا" على اليوتيوب .. لكنني كنت دائماً ما أجيبها بلا فأنا لست مهتمة إلا بمتابعة الأنمي, والذي لم أخجل من إخبارها بذلك, فهي قد تابعت واحداً مرة, وهي تعرف أنه ليس للأطفال..
كانت تتصرف بغرابة في بعض الأحيان, كأن أراها ترتجف بلا سبب .. لم أشغل نفسي بذلك كثيراً .. كنت أقضي معها الوقت بصمت قاتل .. لكن ترى مالذي وراء هذا الصمت؟ بالنسبة لي فقد كانت هناك حفلة صاخبة في داخلي أثناء هذا الصمت .. وأنا .. أنا متأكدة انه يوجد الكثييييير بداخلها هي الأخرى .. لا أعرف إن كان بداخلها حفلة صاخبة أم عزاء مؤلم .. أم همٌ تحاول كتمه كي يبقى سراً .. كي لا يعرف عنه أحد؟!
كنا في حصة الرياضيات التي لم نكن نحملها على محمل الجد كباقي الحصص لأن الأستاذ كان طيب القلب ومتساهل .. فكنا كثيراً ما نضحك على مواقف غبية تحصل أثناء الحصة .. وهي تضحك بصمت دون أن يسمع صوتها أحد .. ساد صمت خفيف استغرقنا أثنائه بالكتابة .. فإذا بنا نسمع صوت بكاء خفيف فجأة, التفت الجميع إلى مصدر هذا الألم فإذا بها هي تلك الملكة المنطوية على نفسها تبكي مغطيةً وجهها كي لا يراها أحد .. توقف قلبي حينها ولم أعرف ما أفعل .. أردت النهوض والاتجاه إليها لكنني ترددت ولم أفعل.. بقي الجميع صامتاً يحدق فيها حتى كسر الأستاذ هذا الصمت وأمر الفتاة التي بجانبها أن تأخذها إلى دورة المياه لتغسل وجهها .. قامت من الكرسي فإذا بها لا تستطيع الوقوف على قدميها .. لا تستطيع حمل هذا الهم الثقيل فوق كتفيها .. صدمت أكثر .. لكنني لم أستطع التحرك .. خرجت هي متكأة على كتف الفتاة .. وكلنا بدأنا بالنظر إلى بعضنا البعض ثم بدانا بالتحدث "ايش فيها؟؟" "مسسسكينة تكسر الخاطر" "يمكن احد مات وقاعدة تبكي!!" "لا ما اتوقع لأنها وقعت!!" عادت الفتاة التي كانت معها وقالت أن قلبها يؤلمها وتشعر بالتعب .. "مسسسكينة !!" فبدأت أنا بالتسميج وفعل حركات مضحكة .. وكأنني لم أحزن عليها .. لكنني في الحقيقة شعرت بألم حقيقي في جسدي عندما وقعت .. وكأنني أتألم لألمها ..مع أنني لست بذلك القرب منها ...

ترى ما سبب تلك الدموع؟ هل كان قلبها يؤلمها حقاً؟ لماذا؟ هل هو مجرد شيء مؤقت؟ أم أنه ما يسمى بالمرض المزمن؟ الذي يتشكل على شكل شبح يتبع المصاب به أينما كان .. عندما يشعر هذا الشبح بالملل يأتيك ويدغدك دغدغةً تجعلك تصرخ من الألم .. وتخرج ضعفك ... لم ألتقي يوماً بشخص ملاحق من قبل هذا الشبح المخيف .. لكن ماذا لو كان هدف هذا الشبح التالي هو شخص غال علي؟ مالذي سأفعله؟ كيف ستكون ردة فعلي؟ ماذا لو بالغ هذا الشبح ودغدغها دغدغة مميتة؟ هل سأتقبل ذلك؟ هل سأبكي؟ هل سأتغير؟

وششششكرا للقراءة ><

وااااو ابدعتي قصة رائعة واصلي :-è-è-è